« Home | ضياء خالد » | ماجد كامل:لم نصل للاسف لما كنا نطمح اليه » | د. عـمـار هـادي » | سعد سلمان » 

الأربعاء، 11 فبراير 2009 

بشير الماجد


بشير الماجد: لم يتخيل أحد وجود إمكانية تصوير فيلم سينمائي في بغداد


عبد الجبار العتابي من بغداد: نال المخرج السينمائي العراقي الشاب بشير الماجد جائزة لجنة التحكيم لمهرجان بيروت السينمائي الدولي الذي أقيم في الأول ولغاية الثامن من شهر تشرين الاول / اكتوبر 2008، عن فيلمه الروائي القصير الذي يحمل عنوان (تقويم شخصي)، والذي كتب قصته والسيناريو، ومن اجل تسليط الضوء على هذه المشاركة وشؤون اخرى سينمائية التقينا الماجد واجرينا معه هذا الحوار.

* ما مدة الفيلم ومن هم ممثلوه وما هي فكرته ؟

- مدة الفيلم (9) دقائق، وهو روائي قصير، انتجته على حسابي الخاص عام 2007، اشترك في تجسيد شخصياته فنانون عراقيون من اجيال مختلفة وهم : علي داخل ونجم الربيعي وحكمت القيسي وافراح طه ومصطفى الطويل وحيدر جمعة وفكرة سالم وعدي سعدون، اما فكرته فهي تناقش صراع الكتل السياسية العراقية والخلافات التي تحدث بينها (بشكل رمزي) وتشبث كل كتلة بمصالحها الخاصة ومنافعها، وذلك من خلال مجموعة من الناس الذين يستقلون (باصًا) للنقل من نوع (تاتا)، يختلفون فيما بينهم على ايام الاسبوع، فكل راكب يعتقد يومًا معينًا مغايرًا لما يعتقده الاخرون، ويبدأ كل راكب بالدفاع عن اليوم الذي يعتقده غير آبه بإعتقاد الاخرين، مما يعكس نوعًا من الانانية لدى الجميع.
اين صورت الفيلم ؟

- صورته في منطقة (الطالبية) التي تقع شمالي شرقي بغداد، وهي منطقة شبه صناعية، متجنبا بذلك الدخول في مناطق سكنية تمثل اغلبيات طائفية، واعتبر هذه مشكلة كبيرة واجهتني عند التنفيذ، فقد اكتشفت قبل البدء بالتصوير بساعات قليلة وبعد ان استعرضت للممثلين حركة الباص والمناطق التي سيمر بها في بغداد، فوجئت بإعتراض بعضهم على المناطق كونهم ينتمون إلى طوائف مختلفة تمثلها الاغلبية للمناطق، وهنا يترتب علينا اختيار منطقة محايدة حيث ان فريق العمل يتكون من مختلف الطوائف والقوميات، ولهذا اضطررت الى ان اغير خطة سير الباص واجعله يقتصر على مسافة 300 متر فقط، وكنت احرك الباص من نقطة وأعيده إليها وذلك لوجود دورية شرطة لحمايتنا في المكان.

* هل ثمة صعوبات اخرى ؟

- هناك صعوبة على مستوى الانتاج، فنحن بحاجة الى دعم حكومي ومنظماتي، والغريب ان هناك من يرفع شعار دعم الثقافة والفن وهو غير راغب في دعم هذاه المشاريع المهمة.

* هل لك ان توضح القصد ؟

- هناك بعض السياسيين يدعون بين حين وآخر أنهم يدعمون الحركة الفنية الثقافية عموما، ولكن لم اسمع من شخص واحد منهم انه دعم مشروعًا فنيًا او سينمائيًا على وجه الخصوص بمبلغ سنت واحد، ومن المؤسف ان تكون تلك التصريحات مجرد واجهة دعائية لحملات انتخابية لا اكثر.

* كم استغرق تصوير الفيلم وكم ميزانيته ؟

- استغرق التصوير اربع ساعات من ضمنها (45) هي مدة الاستراحة وتناول طعام الغداء، وقد اشتغلناه من الساعة الثانية عشرة ظهرًا الى الساعة الرابعة عصرًا لأن الممثلين يسكنون في مناطق مختلفة من بغداد ومن الصعب الوصول الى بيوتهم اذا تعدى الوقت الساعة الخامسة مثلا، كما انه من الصعب اضافة يوم عمل اخر لانه مكلف ماديًا بالاضافة الى صعوبة جمع الممثلين، اما كلفة الفيلم فكانت نحو الفي دولار فقط، علما ان الفنانين والفنيين عملوا مجانًا معي !.

* هل شارك الفيلم بمهرجانات خارجية؟

- شاركت به في خمسة مهرجانات دولية وتنتظرني مشاركتان هما : مهرجان دبي ومهرجان فيلم الشباب في طهران، علما انني اعمل واشارك دون دعم المؤسسة الرسمية، واذن علينا ان نتخيل ماذا يمكن ان نحقق من نجاح لو تم دعم السينما في العراق من قبل المؤسسة الرسمية، وأود ان اقول لك ان الفيلم رغم فقر الانتاج او ما يسمى اصطلاحًا بالسينما الفقيرة الا انه استطاع ان يحصل على الجائزة الثانية في مهرجان الخليج السينمائي الاول الذي اقيم في نيسان / ابريل الماضي، وعن طريق مبلغ الجائزة استطعت ان اسدد الديون التي ترتبت على انتاج الفيلم.

* حدثنا عن مشاركة الاخيرة في مهرجان بيروت ؟

- دخلت المنافسة ضمن المسابقة الرسمية مع (13) فيلم روائيا وتسجيليا قصيرا مشاركة في المهرجان من دول عربية واجنبية، واستطاع ان يحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، علما ان اللجنة مكونة من : المخرج الايراني باباك واللبنانية نادين لبكي والمصرية هالة خليل، وسمعت من لجنة التحكيم ثناء واعجابا بالفيلم بعد عرضه وقالوا انه عكس صورة عن الواقع الامني العراقي، حيث ان البعض لم يتخيل وجود امكانية تصوير فيلم سينمائي في بغداد، والفيلم اكد هذه الامكانية.

* ما تسلسل هذا الفيلم لديك ؟

- انه الفيلم الاول لي اخراجًا، وفي الحقيقة انه مشروع تخرج من كلية الفنون الجميلة ببغداد، وكنت قد مثلت في فيلم (احلام) مع المخرج محمد الدراجي.

* كمخرج شاب ومطلع، برأيك اين يكمن الخلل في عدم النهوض بالسينما العراقية ؟

- ان السينما كما نعرف صناعة وهي تحتاج الى رؤوس اموال ولكن بالقدر الذي يمكن الفيلم من الوقوف في محافل دولية، وهذه الصناعة تحتاج الى دعم مؤسساتي يخصص لدعم السينما تحديدًا مثلما هو موجود في العديد من الدول العربية، والعامل الثاني هو تأهيل دور العرض السينمائية، حيث لا توجد الان صالة عرض سينمائية صالحة، فلو نظرنا مثلا الى السينما الايرانية سنرى انها في مصاف الدول المتقدمة، وهذا بفضل الدعم الحكومي لها، وفي الاردن هناك الهيئة الملكية لدعم الافلام، ويفترض ان تدرج السينما في لائحة الضرورات القصوى لمعالجة كل الاوضاع المتردية في العراق، على اعتبار ان السينما وسط تعبيري وتثقيفي مهم يجب ان يؤخذ بنظر الاعتبار، وعلى الحكومة العراقية ان تفتخر بشبابها السينمائيين الذين يحققون نتائج ممتازة ويتنافسون مع مخرجين كبار ويمتلكون امكانات عالية، علما ان امكانات المخرج العراقي الشاب تقترب من الصفر.

* ما مشاريعك المقبلة ؟

- انتهيت من كتابة قصتين لفيلمين روائيين بالمشاركة مع السيناريست والمخرج نزار حسين، وهما جاهزان للتنفيذ، الاول يحمل عنوان (يوميات مريض) مدته (35) دقيقة، وقد دفعت به الى دائرة السينما والمسرح العراقية على امل المساهمة في انتاجه، وعلى الرغم من مرور اكثر من شهر الا انني لم احظ بأي جواب، والثاني يحمل عنوان (مرثية) من المؤمل ان يخرجه نزار حسين وما زلنا نبحث عن جهات منتجة له.

ايلاف

حوارات is powered by Blogspot and Gecko & Fly.
No part of the content or the blog may be reproduced without prior written permission.
First Aid and Health Information at Medical Health