ضياء خالد
ضياء خالد حاوره احمد جليل لويس
هل نمتلك سينما عراقية ؟
بما اننا ننتج افلام عراقية (ولو كانت قليلة) فاظن ان لدينا سينما ولكنها لا زالت في طور المخاض والولادة ولا ادعي هنا ان لدينا شكل سينمائي يميزنا عن المدارس السينمائية الأخرى وسأعرج على هذا الموضوع لاحقا
وكيف تقيم واقعها المتردي في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها البلد ؟
السينما فن مدلل بمعنى الكلمة ولا يمكن لأي سينما ان تنشأ وتتطور في ظل ظروف اشبه بالسوريالية فأن كان الأنسان العراقي لا يمكن له ان يتمشى في الشارع او ان يجلس في المقهى فكيف له ان يصنع فيلم؟ السينما فن يحتاج الى دعم الدولة او المؤسسات المستقلة واحيانا تحتاج السينما الى دعم الشعب المعنوي لها !!.قد يقول قائل ولكن هنالك مدارس سينمائية كانت وليدة الظروف الصعبه التي عاشتها بعض المجتمعات وقد يستشهد بالواقعية الجديدة في ايطاليا حيث تأسست تلك الحركة السينمائية بعد الحرب العالمية الثانية ،حينما كانت روما عبارة عن حطام, عندما ضربت مجموعة من السينمائيين كل تقاليد الحرفة السينمائية في ذلك الوقت ،وشرعوا في تأسيس فن جديد مختلف تماما بامكانيات بسيطة، ولكن حينما نقول امكانيات بسيطة فهذا يعني ان هنالك امكانيات وايضا هناك وضع يساعد ، فريق العمل قد يصل الى 200 شخص بالحركة داخل المدينة والعمل ليل نهار, كان هناك ايضا دور عرض وجمهور سينما وهذا ركن مهم ايضا, ربما كانت التجربة الأيطالية من اصعب وانجح التجارب عالميا حيث انها اعتمدت على طاقات فردية بشكل كبير ولكن لنسلط الضوء على واقع السينما العراقية بعد الحرب كي نكتشف بعض الفوارق بين الحالتين. بعد رحيل الطاغية وفي مرحلة التخريب العشوائي لكل شيء طالت هذه الأيادي كل المؤسسات التي كانت تعنى بالسينما وتم اهداء اغلب الكاميرات التي يملكها التلفزيون او دائرة السينما والمسرح الى دول الجوار وخاصتا الكاميرات السينمائية ولم ينجوا من مرحلة السبي تلك سوى كاميرا عجوز مملوكة الى شركة بابل وهي ذات الكاميرا التي انجزت الفلمين الوحيدين بعد سقوط نظام البعث. تم احراق دائرة السينما والمسرح ايضا وتم القضاء على صالاات السينما في بغداد حيث تحولت في السنة الأولى الى دور لعرض الأفلام الأباحية فقط !!ومن ثم بعد انتشار المد الديني اغلقت هذه الدور او تم تحويلها الى مخازن او اشياء اخرى وكانت هذه هي بمثابة الضربة القاضية على طقس التلقي السينمائي الذي دمره اصلا النظام البعثي. تقريبا منذ الحرب العراقية الأيرانية بدأت تضمحل صالات السينما واصبح مرتادوا دور العرض من فئة المراهقين فقط واصبحت دور العرض معنية بعرض الأفلام التجارية فقط ,يستثنى من ذلك فقط (المركز الثقافي الفرنسي والذي توقف عن عرض الأفلام حاليا بسبب الوضع الأمني الراهن ودائرة السينما والمسرح والتي تم حرقها كما ذكرت سابقا ).
وما هي اهم ملامح هذه السينما؟
اعتقد انه الى الأن لا توجد ملامح محدده الى السينما العراقية بعكس السينما في دول اخرى فيمكنك بمجرد النظر الى الصورة ان تميز الفيلم الأيراني ولو كان الفيلم صامت ويمكن تمييز ملامح الفيلم الفرنسي بسهولة ايضا .ولكن لا يمكنك ان تحدد شكل او نبرة الفيلم العراقي، لأننا نملك سينمائيين ولا نملك سينما. اقصد اننا لانملك مدرسة سينمائية او شكل سينمائي خاص ولذلك تجد الأفلام التي تنجز في العراق هي انعكاسات لشخصيات صانعيها واحدد اكثر مخرجيها .
كيف يؤثث ضياء خالد موضاعاته؟ ولماذا يركز على الفلم الوثائقي دون غيره ؟
في الحقيقة كان الفيلم الروائي هو الطموح والحلم ولكن اعتقد ان الوقت لم يحن لذلك . على العراق ان يتعافى اولا. الفيلم الوثائقي يجذبني بقوه فهو وسيلة لا تقل اهمية وتأثير عن الفيلم الروائي. ان تمكن صانع الفيلم من التحكم بادواته بشكل جيد. الفيلم الوثائقي يقربنا من الحقيقة. يصطاد لحظات وشخصيات من الواقع. قد يكون هو المخرج للسينما العراقية في الوضع الراهن فهو قادر على منح فرصة المغامرة والتجريب والبحث عن اسلوب او شكل يقارب بين السينمائيين العراقيين وقد يخلق لدينا حرفة سينمائية. فالسينما فن لا يكتفي بالموهبة فقط وانما يحتاج الصنعه ايضا. من خلال الفيلم الوثائقي يتمكن السينمائي الشباب من العمل بعيدا عن سلطة المؤوسسات والأحزاب . بالنسبة الي انا احب الشعر في السينما او السينما الشعرية. اصنع فيلم عن الحرب قد لا ترى فية جندي امريكي واحد. اشتغل في الظل .ظل الحدث هو الذي يشدني لا احب ان اصنع فيلم عن شخصيات بطولية. شخصياتي ممكن ان تكون اي انسان قد لا تعيره الحياة اهمية ولكنه يستوقفني بشده. اكره الساسة والمثقفين وكل من يعتقد انه مهم. يدهشني الجنود الهاربون من الحرب والعاهرات في البتاويين واطفال الشوارع .
هل تكمن أزمة السينما العراقية في خلل في وعي الكتابة أم في وعي الإخراج أم ان هناك جوانب اخرى غير ظاهرة ؟
اظن ان جميع الأسباب التي ذكرت تشكل ازمة السينما العراقية فليس لدينا كتاب سيناريو محترفين، لذلك يكتب معظم المخرجين وخاصة الشباب افلامهم وهذه ظاهرة غير صحية بالمره ولا يمكن ان تؤسس الى شكل سينمائي ثابت ولكن هذا لا يمنع ان يكتب احيانا المخرجين افلامهم او على الأقل ان يشاركوا بالكتابة .اما بالنسبة الى المشكلة الأخراجية فالسينما العراقية ومنذ البداية تعتمد على رغبات فردية اي ان التجارب التي انجزت اعتمدت بشكل كبير على خبرة صانع الفيلم، فلم يكن لدينا حرفة صناعة فيلم حتى الآن .وهنالك طبعا اسباب اخرى تتعلق بالدعم ، فنحن لسنا بلد اشتراكي ولا رئسمالي ولا اسلامي ولا حكم قبلي ،لا اجد تسمية لشكل النظام لدينا والسينما تدفع الثمن. لذلك السينما يتيمة وبلا معيل اضف الى ذلك ان ليس لدينا ممثلين سينما، وهذه مشكلة كبيرة وخاصة الممثلات .فهل يمكنك ان تعطيني اسم ممثلة واحده شابة ممكن ان تسند لها دور في فيلم ؟.
اين يضع ضياء خالد نفسه على خارطة السينما العراقية ؟
علينا ان نحدد شكل السينما اولا ومن ثم اجد مكاني على تلك الخارطة .الى الأن لا زالت السينما العراقية تبدأ برغبات فردية كما ذكرت، منذ فيلم سعيد افندي والى اخر فيلم. اسلوب العمل هو ذاته اي ان يقوم مجموعه من الفنانيين الشباب بانجاز فيلم او اثنين ومن ثم توئد تلك التجارب، وبالنتيجة فلا اعتقد ان هنالك ترتيب الى سينمائيين يعملون داخل اطار سائب !!؟
ترى كم أثرت السياسات الخاطئة للدولة العراقية على مسارات وتوجهات الفنان العراقي بين زمنين ؟
باختصار كان الفنان في زمن النظام الصدامي مكبل ومعطل والآن اصبح مطرودا من الوطن !!.
هل هناك مبرر للكتابة والتواصل والعمل المتواصل من اجل شيء سيصطدم بالتابوات الكثيرة في المجتمع ؟
صحيح ان الفنان والسينمائي بشكل خاص هو جزأ من المجتمع ولا بد له ان يتفاعل مع المجتمع مؤثراومتأثرا به ولكن لا يمكن ان نقول ان الفنان يعمل لصالح المجتمع ،فهو ليس بتربوي واظن ان معظم الفنانيين انجزوا اعمالهم برغبات فردية ويمكن ان اقول انانية بحته ، ويأتي المجتمع في اخر قائمة اهتمامات الفنان .
ما هو موقع السينما التسجيلية اليوم في الخارطة السينمائية العربية، أو ليست بعيدة من ذائقة العامة؟
بوجود عشرات القنوات العربية التي تبث يوميا عشرات الأفلام الوثائقية باختلاف مستوياتها وتوجهاتها اصبح الفيلم التسجيلي اقرب الى الذائقة العامة من الفيلم الروائي العربي بالتحديد .
لماذا تركز الفضائيات العراقية على الأعمال الدرامية التي تتناول الحياة العراقية قبل عقدين من الزمن أو أكثر ؟
باختصار بسبب الوضع الأمني في عهد الطاغية، كنا نعمل فيلم الملك غازي ونحن اسخن منطقة في العالم !!في العالم العربي وفي العراق تحديدا لا يمكن الحديث عن الحالي لأنه خطر او محظور والآن و لذات السبب وبأختلاف جهة القمع لم يحن الوقت بعد للحديث عن المسكوت عنه .
لماذا غابت شمس السينما وأشرقت شمس المسرح دائماً في العراق ؟
بالأحرى السينما غيبت ولم تغيب، فنحن نعرف ان نظام الفكر البعثي كان يريد من السينما ان تكون بوق لحروبه الخاسرة ،وكل ما انجز في تلك الفترة لا يمكن ان يلفت النظر له. اقصد ما انجز في ظل الرعاية البعثية .
ما الذي أضافته المنافي لتجربتك الإخراجية وما الذي أخذته منك ؟
في الحقيقة كنت اتمنى ان العراق لم يمر بالأزمة التي مر بها لكانت الظروف مختلفة تماما ولأختصرت لي وللسينمائيين سنوات من البحث والتجريب ولكن بوضع العراق الحالي فالوطن المنفى اضاف لي فقط, واضاف الكثير. اعيش في اكاديمية مفتوحة واتعلم في كل يوم شيء جديد اتنفس فضاء الحرية واتعلم بان اكون انسان قبل كل شيء .
هل نمتلك سينما عراقية ؟
بما اننا ننتج افلام عراقية (ولو كانت قليلة) فاظن ان لدينا سينما ولكنها لا زالت في طور المخاض والولادة ولا ادعي هنا ان لدينا شكل سينمائي يميزنا عن المدارس السينمائية الأخرى وسأعرج على هذا الموضوع لاحقا
وكيف تقيم واقعها المتردي في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها البلد ؟
السينما فن مدلل بمعنى الكلمة ولا يمكن لأي سينما ان تنشأ وتتطور في ظل ظروف اشبه بالسوريالية فأن كان الأنسان العراقي لا يمكن له ان يتمشى في الشارع او ان يجلس في المقهى فكيف له ان يصنع فيلم؟ السينما فن يحتاج الى دعم الدولة او المؤسسات المستقلة واحيانا تحتاج السينما الى دعم الشعب المعنوي لها !!.قد يقول قائل ولكن هنالك مدارس سينمائية كانت وليدة الظروف الصعبه التي عاشتها بعض المجتمعات وقد يستشهد بالواقعية الجديدة في ايطاليا حيث تأسست تلك الحركة السينمائية بعد الحرب العالمية الثانية ،حينما كانت روما عبارة عن حطام, عندما ضربت مجموعة من السينمائيين كل تقاليد الحرفة السينمائية في ذلك الوقت ،وشرعوا في تأسيس فن جديد مختلف تماما بامكانيات بسيطة، ولكن حينما نقول امكانيات بسيطة فهذا يعني ان هنالك امكانيات وايضا هناك وضع يساعد ، فريق العمل قد يصل الى 200 شخص بالحركة داخل المدينة والعمل ليل نهار, كان هناك ايضا دور عرض وجمهور سينما وهذا ركن مهم ايضا, ربما كانت التجربة الأيطالية من اصعب وانجح التجارب عالميا حيث انها اعتمدت على طاقات فردية بشكل كبير ولكن لنسلط الضوء على واقع السينما العراقية بعد الحرب كي نكتشف بعض الفوارق بين الحالتين. بعد رحيل الطاغية وفي مرحلة التخريب العشوائي لكل شيء طالت هذه الأيادي كل المؤسسات التي كانت تعنى بالسينما وتم اهداء اغلب الكاميرات التي يملكها التلفزيون او دائرة السينما والمسرح الى دول الجوار وخاصتا الكاميرات السينمائية ولم ينجوا من مرحلة السبي تلك سوى كاميرا عجوز مملوكة الى شركة بابل وهي ذات الكاميرا التي انجزت الفلمين الوحيدين بعد سقوط نظام البعث. تم احراق دائرة السينما والمسرح ايضا وتم القضاء على صالاات السينما في بغداد حيث تحولت في السنة الأولى الى دور لعرض الأفلام الأباحية فقط !!ومن ثم بعد انتشار المد الديني اغلقت هذه الدور او تم تحويلها الى مخازن او اشياء اخرى وكانت هذه هي بمثابة الضربة القاضية على طقس التلقي السينمائي الذي دمره اصلا النظام البعثي. تقريبا منذ الحرب العراقية الأيرانية بدأت تضمحل صالات السينما واصبح مرتادوا دور العرض من فئة المراهقين فقط واصبحت دور العرض معنية بعرض الأفلام التجارية فقط ,يستثنى من ذلك فقط (المركز الثقافي الفرنسي والذي توقف عن عرض الأفلام حاليا بسبب الوضع الأمني الراهن ودائرة السينما والمسرح والتي تم حرقها كما ذكرت سابقا ).
وما هي اهم ملامح هذه السينما؟
اعتقد انه الى الأن لا توجد ملامح محدده الى السينما العراقية بعكس السينما في دول اخرى فيمكنك بمجرد النظر الى الصورة ان تميز الفيلم الأيراني ولو كان الفيلم صامت ويمكن تمييز ملامح الفيلم الفرنسي بسهولة ايضا .ولكن لا يمكنك ان تحدد شكل او نبرة الفيلم العراقي، لأننا نملك سينمائيين ولا نملك سينما. اقصد اننا لانملك مدرسة سينمائية او شكل سينمائي خاص ولذلك تجد الأفلام التي تنجز في العراق هي انعكاسات لشخصيات صانعيها واحدد اكثر مخرجيها .
كيف يؤثث ضياء خالد موضاعاته؟ ولماذا يركز على الفلم الوثائقي دون غيره ؟
في الحقيقة كان الفيلم الروائي هو الطموح والحلم ولكن اعتقد ان الوقت لم يحن لذلك . على العراق ان يتعافى اولا. الفيلم الوثائقي يجذبني بقوه فهو وسيلة لا تقل اهمية وتأثير عن الفيلم الروائي. ان تمكن صانع الفيلم من التحكم بادواته بشكل جيد. الفيلم الوثائقي يقربنا من الحقيقة. يصطاد لحظات وشخصيات من الواقع. قد يكون هو المخرج للسينما العراقية في الوضع الراهن فهو قادر على منح فرصة المغامرة والتجريب والبحث عن اسلوب او شكل يقارب بين السينمائيين العراقيين وقد يخلق لدينا حرفة سينمائية. فالسينما فن لا يكتفي بالموهبة فقط وانما يحتاج الصنعه ايضا. من خلال الفيلم الوثائقي يتمكن السينمائي الشباب من العمل بعيدا عن سلطة المؤوسسات والأحزاب . بالنسبة الي انا احب الشعر في السينما او السينما الشعرية. اصنع فيلم عن الحرب قد لا ترى فية جندي امريكي واحد. اشتغل في الظل .ظل الحدث هو الذي يشدني لا احب ان اصنع فيلم عن شخصيات بطولية. شخصياتي ممكن ان تكون اي انسان قد لا تعيره الحياة اهمية ولكنه يستوقفني بشده. اكره الساسة والمثقفين وكل من يعتقد انه مهم. يدهشني الجنود الهاربون من الحرب والعاهرات في البتاويين واطفال الشوارع .
هل تكمن أزمة السينما العراقية في خلل في وعي الكتابة أم في وعي الإخراج أم ان هناك جوانب اخرى غير ظاهرة ؟
اظن ان جميع الأسباب التي ذكرت تشكل ازمة السينما العراقية فليس لدينا كتاب سيناريو محترفين، لذلك يكتب معظم المخرجين وخاصة الشباب افلامهم وهذه ظاهرة غير صحية بالمره ولا يمكن ان تؤسس الى شكل سينمائي ثابت ولكن هذا لا يمنع ان يكتب احيانا المخرجين افلامهم او على الأقل ان يشاركوا بالكتابة .اما بالنسبة الى المشكلة الأخراجية فالسينما العراقية ومنذ البداية تعتمد على رغبات فردية اي ان التجارب التي انجزت اعتمدت بشكل كبير على خبرة صانع الفيلم، فلم يكن لدينا حرفة صناعة فيلم حتى الآن .وهنالك طبعا اسباب اخرى تتعلق بالدعم ، فنحن لسنا بلد اشتراكي ولا رئسمالي ولا اسلامي ولا حكم قبلي ،لا اجد تسمية لشكل النظام لدينا والسينما تدفع الثمن. لذلك السينما يتيمة وبلا معيل اضف الى ذلك ان ليس لدينا ممثلين سينما، وهذه مشكلة كبيرة وخاصة الممثلات .فهل يمكنك ان تعطيني اسم ممثلة واحده شابة ممكن ان تسند لها دور في فيلم ؟.
اين يضع ضياء خالد نفسه على خارطة السينما العراقية ؟
علينا ان نحدد شكل السينما اولا ومن ثم اجد مكاني على تلك الخارطة .الى الأن لا زالت السينما العراقية تبدأ برغبات فردية كما ذكرت، منذ فيلم سعيد افندي والى اخر فيلم. اسلوب العمل هو ذاته اي ان يقوم مجموعه من الفنانيين الشباب بانجاز فيلم او اثنين ومن ثم توئد تلك التجارب، وبالنتيجة فلا اعتقد ان هنالك ترتيب الى سينمائيين يعملون داخل اطار سائب !!؟
ترى كم أثرت السياسات الخاطئة للدولة العراقية على مسارات وتوجهات الفنان العراقي بين زمنين ؟
باختصار كان الفنان في زمن النظام الصدامي مكبل ومعطل والآن اصبح مطرودا من الوطن !!.
هل هناك مبرر للكتابة والتواصل والعمل المتواصل من اجل شيء سيصطدم بالتابوات الكثيرة في المجتمع ؟
صحيح ان الفنان والسينمائي بشكل خاص هو جزأ من المجتمع ولا بد له ان يتفاعل مع المجتمع مؤثراومتأثرا به ولكن لا يمكن ان نقول ان الفنان يعمل لصالح المجتمع ،فهو ليس بتربوي واظن ان معظم الفنانيين انجزوا اعمالهم برغبات فردية ويمكن ان اقول انانية بحته ، ويأتي المجتمع في اخر قائمة اهتمامات الفنان .
ما هو موقع السينما التسجيلية اليوم في الخارطة السينمائية العربية، أو ليست بعيدة من ذائقة العامة؟
بوجود عشرات القنوات العربية التي تبث يوميا عشرات الأفلام الوثائقية باختلاف مستوياتها وتوجهاتها اصبح الفيلم التسجيلي اقرب الى الذائقة العامة من الفيلم الروائي العربي بالتحديد .
لماذا تركز الفضائيات العراقية على الأعمال الدرامية التي تتناول الحياة العراقية قبل عقدين من الزمن أو أكثر ؟
باختصار بسبب الوضع الأمني في عهد الطاغية، كنا نعمل فيلم الملك غازي ونحن اسخن منطقة في العالم !!في العالم العربي وفي العراق تحديدا لا يمكن الحديث عن الحالي لأنه خطر او محظور والآن و لذات السبب وبأختلاف جهة القمع لم يحن الوقت بعد للحديث عن المسكوت عنه .
لماذا غابت شمس السينما وأشرقت شمس المسرح دائماً في العراق ؟
بالأحرى السينما غيبت ولم تغيب، فنحن نعرف ان نظام الفكر البعثي كان يريد من السينما ان تكون بوق لحروبه الخاسرة ،وكل ما انجز في تلك الفترة لا يمكن ان يلفت النظر له. اقصد ما انجز في ظل الرعاية البعثية .
ما الذي أضافته المنافي لتجربتك الإخراجية وما الذي أخذته منك ؟
في الحقيقة كنت اتمنى ان العراق لم يمر بالأزمة التي مر بها لكانت الظروف مختلفة تماما ولأختصرت لي وللسينمائيين سنوات من البحث والتجريب ولكن بوضع العراق الحالي فالوطن المنفى اضاف لي فقط, واضاف الكثير. اعيش في اكاديمية مفتوحة واتعلم في كل يوم شيء جديد اتنفس فضاء الحرية واتعلم بان اكون انسان قبل كل شيء .